10‏/05‏/2010

التنمية البشرية أساس التنمية الشاملة والمستدامة

التنمية البشرية أساس التنمية الشاملة والمستدامة:
في الوقت الذي تسعى الكثير من الدول على تنمية الموارد البشرية من خلال إصلاح التعليم وتطويره، فإن بعض الأجهزة الإدارية في بلادنا تسعى إلى معاقبة الكثير من الحاصلين على مؤهلات علمية عالية من خلال تهميشهم وعدم تمكينهم من أعمال تتناسب مع مؤهلاتهم رغم الحاجة لخبراتهم، وهناك الكثير منهم في منازلهم، علماً بأن الكثير منهم حصل على هذه الدرجة بناءً على تفرغ دارسي من جهة الإدارة التي يعمل بها، والبعض الآخر حصل عليها بناءً على رغبته في التحصيل العلمي ودون تفرغ دراسي، ووضع نصب عينيه عدم تأثير هذه الدراسة على أداء وظيفته بأي شكل من الأشكال، وكان هذا على حساب راحته أثناء الأجازات الرسمية أولاً، وراحت أولاده أثناء العطل الرسمية ثانياً، وحرمانهم من أخذ راحتهم أثناء العطل الصيفية.
على الرغم من أن كل هذه الإجراءات والممارسات التي تستهدف الحاصلين على المؤهلات العالمية العالية لا يوجد أي مبرر لها، مع أن هناك الكثير من الدول ومنها سنغافورة مثلاً، استطاعت بفضل الاهتمام بالتعليم والعمل الدائم على إصلاحه وتطويره، أن تحقق نجاحاً جعلها تنتقل من مصافي الدول الفقيرة إلى مصافي الدول الصناعية، وهناك دول أخرى كان وضعها الاقتصادي أسوءا بكثير من وضعنا الحالي حققت نجاحات في تأهيل كوادرها الوطنية وأصبحت كوادرها البشرية اليوم بفضل التأهيل الثروة القومية الحقيقية التي لا تضاهيها أية ثروة أخرى.
فإذا كان رأس المال المادي والموارد الطبيعة من أهم العوامل الضرورية التي تساهم في الإسراع بعملية التنمية الاقتصادية الشاملة، فإن الموارد البشرية تعد الثروة الحقيقية في كل المجتمعات، فبدون العنصر البشري الكفء والمدرب والمعد إعداداً جيداً لن يكون لها قيمة، لأن البشر هم وحدهم القادرون على استخدام هذه الموارد وتسخيرها في العمليات الإنتاجية لتحقيق الرفاهية لكافة المجتمع، لأن ثروة المجتمع الحقيقية تكمن أساساً في قدرات مواطنيه ومدى إدراكهم وقدراتهم العلمية والتكنولوجية، الأمر الذي دفع الكثير من الدول إلى وضع مسألة التنمية البشرية في مقدمة أولوياتها أثناء القيام بعملية التخطيط، باعتبار أن تنمية الموارد البشرية من أهم العوامل التي تساهم في الإسراع بعملية التنمية الاقتصادية الشاملة.
كما أن نظام التعليم ومخرجاته يعتبر الأداة الحقيقية والقاعدة المتينة التي تشيد عليها صروح الاقتصاد، وهناك الكثير من الدول تسعى إلى إعادة النظر في سياستها التعليمية وتصحيح مساراتها بالتقييم والتطوير الدائم بهدف توظيف مخرجاته في خدمة التنمية. فربط مخرجات التعليم بسوق العمل من أهم الركائز الضرورية لتنمية الموارد البشرية وتأهيلها ليتحقق بذلك تنمية شاملة ومستدامة في مختلف المجالات، ومن أجل تحقيق تنمية شاملة في جميع المجالات يجب البدء بإصلاح التعليم وتطويره، حيث أن هناك الكثير من الدول تحقق لها النجاح بعد أن اهتمت بالتعليم وسعت في إصلاحه وتطويره.
وبناءً على ما سبق، فإن التعليم يعتبر أساس التنمية البشرية، ولا يمكن أن يتحقق النجاح لأي مجتمع ما لم يهتم بالتنمية البشرية من خلال الاهتمام بالتعليم وتطويره.
فهل يمكن أن يتحقق النجاح دون الاهتمام بالتنمية البشرية؟ ولماذا لا نستفيد من تجارب الدول التي اهتمت بالتنمية البشرية من خلال الاهتمام بالتعليم؟ هل هناك صعوبة من الاستفادة من تجاربهم؟ أم أن هناك عوامل أخرى هي السبب الرئيس في رفض كل ما يخدم التنمية البشرية؟ ألا يكفي خطابات رئيس الجمهورية التي تشير إلى كل ذلك؟ سواءً في الاحتفالات الرسمية أم في برنامجه الانتخابي؟ ولماذا الكل ينسب كل هذا القصور إلى شخص الرئيس، على الرغم من صراحته ووضوحه في كل اللقاءات التي يظهر بها على شاشة القناة اليمنية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق